أريد الدراسة وأهلي يمنعونني فكيف أوفق بين الاثنين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا خريجة علوم حاسبة- جامعة بغداد- أنا عمري الآن 25 سنة أنا لي أهداف كثيرة الآن، ومنذ أيام الجامعة كنت أتمنى اللحظة التي أتخرج فيها من الجامعة؛ لتحقيقها كلها، والآن وبعد أن انتهيت من دراسة الجامعة، وأتت اللحظة التي كنت أنتظرها بفارغ الصبر، ومنذ أعوام لتحقيق كل آمالي وأهدافي، وطموحاتي، (مع العلم أن لي كل الإمكانيات الجسدية، والصحية، والعزيمة والإرادة لتحقيقها) لكن هناك مشكلة كبيرة وعويصة جدا، وهي: أن هناك من يقف في طريقي ويمنعني من تحقيق أهدافي، وطموحاتي وآمالي، وهؤلاء الأشخاص هم: والدتي وأخي.

أردت السفر، ودراسة جديدة لفرع آخر جديد فمنعوني، وأردت السفر لدراسة الماجستير في نفس فرعي أيضا منعوني، وأردت السفر للعمل وكسب الرزق أيضا منعوني، كل هذا إما لأني بنت، والبنت عيب وصعبة عليها أن تسافر لوحدها (خوفا من الذئاب البشرية عليها) أو لأسباب مادية، على الرغم من أن حالتنا المادية جيدة جدا، وتؤهلني للسفر إلى الخارج وصرفيات السفر، لكن حالة وظرف العراق الآن، وأنه لايوجد بيع، والذي يبيع (يقتل أو يسلب) فأيضا مافي أحد يستطيع أن يبيع، والسبب الأساسي والرئيسي ماذكرت من كوني فتاة، فأنا الآن لا أستطيع لاهذا ولا ذاك. فما الحل.

مع العلم أنا أريد أن أسافر وحدي؛ لأني مضطرة إلى أن أسافر لوحدي، لأن كل إخوتي متزوجون، ولا يوجد أي شخص منهم يريد السفر معي، وأنا أريد السفر لدراسة فرع جديد، أو الماجستير، أو للعمل.

لأني كنت ولازلت أريد أن أبني لنفسي مستقبلا وحياة ناجحة ومشرقة، لكن هناك الذين يقفون في طريقي، ويمنعونني من تحقيق أهدافي وآمالي وطموحاي، حتى أن نفسيتي قد تعبت جدا، ووصلت الآن إلى الانهيار العصبي، والتعب النفسي الشديدين.

أرجوكم رجاء حارا ساعدوني وأرشدوني ودلوني ما عساي أن أفعل؟ وما عساي أن أعمل؟ وما هو الحل وكيف؟
الحائرة ذات النفسية التععبة الصبورة.

الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناريمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يوفقك للخير، وأن يلهمك السداد والرشاد.
فنسأل الله أن يحفظ أهلنا في العراق وأن يعيد لهم أمنهم وطمأنينتهم، وأن يعيننا جميعًا على القيام بما خلقنا لأجله، فإن غاية المسلم عظيمة، وأهدافه كبيرة ألا وهي عبادة الله وطاعته، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ}، وأكرم الناس عند الله أتقاهم، وأشرف الناس العلماء، وأكرمهم علماء الشريعة الذين يعلمون الناس ما يوصلهم إلى رضوان الله وجنته، ولا خير في علم يخلو من التقوى، وقد أحسن من قال:
لو كان في العلم من دون التقى شرف *** لكان أشرف خلق الله إبليس

ولا شك أن حياة المسلمة محكومة بآداب هذا الدين الذي يطلب من المرأة أن تحرص على حشمتها، وأن تطلب من العلوم ما ينفعها وينفع أمتها، شريطة أن لا يكون ذلك على حساب وظيفتها الأصلية في الأمومة والتربية وإخراج الأبطال والماجدات الطاهرات، مع ضرورة أن تراعي في طلبها للعلم أحكام الشريعة التي تحرص على صيانتها من أعين الرجال، وتمنعها من كل ما يضر دينها وسمعتها مع ملاحظة حاجة الأمة الفعلية لتخصصها وحاجتها الحقيقية لذلك النوع من الدراسة أو لتلك الدريهمات.

وأرجو أن تقدري حرص وخوف الأهل عليك، واحمدي الله الذي هيأ لك من يغار عليك، وإذا كانت الأحوال المادية ميسورة فخير لك أن تنصرفي لتعلم القرآن والعلوم الشرعية التي لا تستغني عنها مسلمة أو مسلم، وخاصة القدر الذي يصحح به الإنسان عقيدته وعبادته.

وأرجو أن تصبري حتى تتحسن الأوضاع ويعود الأمن إلى البلد الغالي بقدرة الله العظيم، وتتاح لك فرص للدراسة في بلدتك ومنطقتك أو يهيئ الله لك من الظروف ما تتمكني معها من السفر مع زوج أو محرم.

والإنسان يستطيع أن يثبت وجوده بأدبه وطاعته لله وقيامه بدوره تجاه أسرته وأهله والنجاح العظيم للمرأة إنما يكون في قيامها بدورها كأم وكزوجة ناجحة تستطيع أن تخرج للأمة من يبدل الله به ضعفها إلى قوة وذلها على عز، وصدق من قال: وراء كل عظيم امرأة تدفع وتشجع وتربي.

وأرجو أن تشغلي نفسك بطاعة الله، وأكثري من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، واجتهدي في بر والديك والإحسان إلى أهلك والتمسي لهم الأعذار، وحافظي على وقارك وحيائك، ونسأل الله أن يسعدك في حياتك وبعد مماتك.